2008/07/04

ذنوب الخلوات



احذركم ذنوب الخلوات ....فإنها المهلكات
جميل أن ترى ذلك الشاب وقد بدت عليه أمارات الخير والصلاح ، والعز والفلاح ، أطلق لحيته ، ورفع ثوبه فوق كعبه ، وتمسك بسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم فيما يرى الناس ، فعُرف بينهم بجميل أدبه ، وحُسن سمتِه ...اختار من الجلساء أحسنَهم ، وغشى مجالس أفضلِهم ...إلخ ، ولكن الأجمل من هذا كله أن يكون باطنه أجمل من ظاهره ، وخلواته أصدق مع الله تعالى من علانيته ....
أقول هذا لأن هناك من الشباب تسابق منهم العبارات ،قد تكدر خاطره ، وضاق صدره ، يشكو ذنوباً اقترفها ، ومعاص قد ألفها إذا غابت عنه أعين البشر ، قنواتٌ فضائية سلبت منهم الألباب ، ومواقعُ إباحيّة كانت عن طاعة الله أعظم حجاب ، ومشافهاتٌ إلكترونية اختبأوا معها خلف أسماء مستعارة ، فاجترأوا على المحرمات ، وتعدوا على الخصوصيات ، ولربما اعتدوا على محارم الآخرين
أخي الشاب : إياك إياك أن يكون الله تعالى أهون الناظرين إليك ، تخالف أوامره ، وتستجيب للشيطان وداعيه ، يقول سحنون رحمه الله: " إياك أن تكون عدوا لإبليس في العلانية صديقا له في السر"... إن هذا الذنوب التي تكون في الخلوات من أعظم المهلكات ، ومحرقةٌ للحسنات ، جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :"لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً، " قال ثوبان : يا رسول الله صِفهم لنا ،جَلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ، قال :" أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها !! "، أترضى لنفسك يارعاك الله أن تكون واحداً من هؤلاء المحرومين الذين كان حظهم من أعمالهم التعب والمشقة ، والآخرون في فضائل الله يتقلبون ، ومن عظيم ما أعده ينهلون (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير ،وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور (إذا أغلقت دونك الباب وأستدلت على نافذتك الستار وغابتك عنك أعين البشر ، فتذكر مَنْ لا تخفى عليه خافية ، تذكر من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، جل شأنه وتقدس سلطانه ، أخشى بارك الله فيك أن تَزِلَّ بك القدم بعد ثوبتها ، وأن تنحرف عن الطريق بعد أن ذقت حلاوته ، واشرأب قلبك بلذته ، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى"أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات، وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات"، فهل يفرط موفق بصيد اقتنصه ، وكنز نادر حَصَّله ؟ احذر سلمك الله ، فقد تكون تلك الهفوات المخفية سبباً لتعلق القلب بها حتى لا يقوى على مفارقتها فيختم له بها فيندم ولات ساعة مندم يقول ابن رجب الحنبلي عليه رحمة الله : "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس" .
فالله الله بإصلاح الخلوات ، والصدق مع رب البريات ، لنجد بذلك اللذة في المناجاة ، والإجابة للدعوات .
د/ زيد بن عبد الله ال قرون
صيد الفوائد
اللهم اغفر لنا ولهم...........اللهم اغفر لنا ما لايعلمه عنا الناس

8 تعليقات:

Blogger محمود حسن العدل يقول...

بصراحة مش لاقى كلام يليق بكلامك بجد بوست جميل جدا
اقل القليل اللى اقدر اقولة ليكى
جزاك اللة عنا خير
تحياتى ياقمر

الجمعة, 04 يوليو, 2008  
Blogger امل يقول...

السلام عليكم
مدونتك رقيقه قوي يا هايدي ومنوعه كمان عامله زي الحلم الجميل عجبني كل حاجة فيها أتمنى لك التوفيق ان شاء الله بس فيه حاجة اتمنى لو تقدري تغيريها هيه ان لفظ الجلاله "الله" في اسم المدونه بيكتب هاء مش تاء مربوطة .. وطبعا اجمل اسم مدونه هو اسم مدونتك اختيار موفق .. تحياتي وودي

الجمعة, 04 يوليو, 2008  
Anonymous غير معرف يقول...

احييك علي هذا البوست الجميل

الاثنين, 07 يوليو, 2008  
Blogger هــــــــــــايدي يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
محمود
متشكره اوى لكلامك وانت كامن مدونتك جميل اوى
امل
جميل اوى النقد الهادف انا صححت كلمه الله ومتشكره لمشاركتك وهستنى تعليقاتك للحجات الجديده
مصطفى
برده اشكرك لتحيتك وياريت اشوف تعلقاتك بعد كده ان شاء الله

الاثنين, 07 يوليو, 2008  
Blogger عبد من عباد الله يقول...

ربنا معاكي ... والله الامل فيكم دلوقتي ، وانا بقولها علطول البنات بذات لانهم قادرين على انجاب جيل يغير حالنا ، يمكن تكوني ام لاحد ابطال المستقبل في اي مجال ... نتمنى لنا ولكي التوفيق

الاثنين, 07 يوليو, 2008  
Blogger هــــــــــــايدي يقول...

عبد من عباد الله
احيك على اسمك
الامل مش لازم يكون فى طرف واحد لازم الطرفين هى الحياه كده وخلقنا من كل زوجين اثنين

الاثنين, 07 يوليو, 2008  
Blogger رحــــيـل يقول...

جميل ياهايدى بجد

جزالك الله خيرا

موضوع بجد بجد مهم قوى ربنا يكرمك

الاثنين, 07 يوليو, 2008  
Blogger هــــــــــــايدي يقول...

رحيل
الحمد لله ان الموضوع عجبكم ويارب تكونوا استافدتم منه

الثلاثاء, 08 يوليو, 2008  

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية